[1]
:
:
لا أنسى؛
ولا تقصُر ذاكرتي..!
رغم تضاؤل كل شيء في الأنحاء..
رغم سطوع الشمس على بقعة واحدة..
وغناء عصافيرها على غصن واحد..
وتشبث القهوة بمذاق واحد..
وانحناء سنابل الحقل القريب بشكل واحد..
وانشقاق رئتي في شهقة واحدة..
ومجاراة قلبي لأحلامي بابتسامة واحدة..
وتعثر لساني أمامي بكلمة واحدة..
وتشظي فرحي بفقد ذات مذاق واحد..
وهرب خطواتي من تحتي بقدم واحدة..
وتبدد ثورة حبري بإصبع واحدة..
وتلوّن إفقي بلون واحد..
ولوحاتي بلون واحد..
وإدمان حياتي لمذاق واحد..
وتدثر جسدي في رداء واحد..
وتقلّب أوقاتي على وتيرة واحدة..
إلا ذاكرتي اللعينة..
تتفرع بأكثر من طريق..
تزداد بهاءً في أكثر من صباح..
تتضاعف سنابلها في جميع الحقول..
تلتفُ على خاصرة وقتي بأكثر من رداء..
تترنم في حناجر الطيور التي تغني قرب نافذتي بأكثر من إغنية..
تلوّن بآلامها كل لوحات النهار..
ترفع عنق الليل بسخاء ليسطع بظلامه على كل سماء..
تتكوم في كل أنفاسي وحبري وحروفي ..وتزيد جرعة حزني بشكل مستحيل حتى بتّ أتلذذُ به كما يفعل....!
[2]
:
معذرة إذاً؛
إنني على خصام مع الصباح , صوت فيروز , أصابعي وشالي الزهري):
للتو قرأت دقائقي نعي..!الفجر الذي استيقظ منذ برهة..
جفَّ؛بينما كان يُنصتُ لي..!
سرائره بدت مستاءة..ترمي شعوراً أعتاده..لاكته أصوات الندى وهي في طريق النهاية..
وكتف الشمس الأحدب يعانق جدار غرفتي الخلفي..
والكتابة الآن رتابة لا تتوقف عن بسط مزاجها الأسود..
خارج كل شيء..
سأبدو أفضل..!
[3]
:
الترصد لتلك الستائر..
فصلٌ هزيل من مسرحية تبدو كل مشاهدها ثقيلة..
وكل أبطالها ..
ركام أحمق يعاشر الفراغ .!
.
.
.
أمعن النظر في عيني؛
أترى أنها ما زالت تراقب الممتطون دواب الفزع
المرتحلون على صهوة الأرصفة..
القاطنون محطات التعب ومفترقات الطرق؟
هل تفعل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق